
عندما نتحدث عن استثمار الأموال، تأتي البورصات في ذهننا أولاً، وبينما تتوافر عدة بورصات حول العالم، تبرز بورصات الولايات الأمريكية بشكل لافت، إذ تُعَدّ مركزاً دينامياً للازدهار المالي والاقتصادي، وتضم مختلف الشركات الصغيرة والكبيرة، مما تفتح أمام المستثمرين آفاقاً وفرصاً غير محدودة للاستثمار في مختلف القطاعات. وإذا كنت تفكر في الاستثمار في البورصات الأمريكية، فمن الضروري أن تكتسب فهماً عميقاً للأنواع المختلفة من هذه البورصات وكيفية عملها، لتحقيق أقصى عوائد ممكنة على استثماراتك.
لماذا البورصات الأمريكية بالتحديد؟
- اقتصاد قوي ومتنوع:
تحتل الولايات المتحدة موقعاً استثنائياً في الاقتصاد العالمي، حيث تعد واحدة من أكبر الاقتصادات وأكثرها تنوعًا. هذا يعني وجود فرص استثمارية في مختلف القطاعات، بدءاً من التكنولوجيا وصولاً إلى الرعاية الصحية والطاقة والمزيد.
- شركات عالمية مرموقة:
تحتضن البورصات الأمريكية بعضاً من أكبر الشركات في العالم وأنجحها على مستوى العالم. فشركات مثل آبل، وأمازون، ومايكروسوفت تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها لتحقق أرباحاً هائلة. بالتالي، فإن الاستثمار في أسهم هذه الشركات يمكن أن يكون مربحاً للمستثمرين.
- تكنولوجيا متقدمة:
الابتكار والتطور التكنولوجي يعتبران جزءاً أساسياً من الثقافة الاقتصادية الأمريكية. وبورصات الأسهم مثل ناسداك تعكس هذا التركيز على التكنولوجيا من خلال توفير مساحة لشركات التكنولوجيا الناشئة للتداول.
- محفظة استثمار متنوعة:
من خلال الاستثمار في البورصات الأمريكية، يمكن للمستثمرين تنويع محفظتهم الاستثمارية عبر مختلف القطاعات والصناعات. مما يساهم في تقليل المخاطر وزيادة الفرص لتحقيق عوائد مجزية.
- سيولة عالية:
تتمتع البورصات الأمريكية بسيولتها العالية، مما يعني أنه يمكن للمستثمرين شراء وبيع الأسهم بسرعة وسهولة، دون أن تؤثر تلك العمليات بشكل كبير على أسعار الأسهم.
أنواع البورصات الأمريكية:
- بورصة نيويورك

تعد بورصة نيويورك للأوراق المالية “New York Stock Exchange”، المعروفة اختصاراً بـ NYSE، أكبر وأهم بورصة في العالم، والتي تأسست عام 1817 في قلب مانهاتن تحت اسم “The Big Board”.
بورصة نيويورك ليست مجرد بورصة، بل هي جزء من تاريخ نيويورك نفسه. فهي مشهورة بجرسها الافتتاحي الذي يرن في تمام الساعة 9:30 صباحاً، معلنةً إطلاق جلسات التداول، المُبث من قبل أشهر رجال الأعمال وأبرز المشاهير.
أما بالنسبة للاقتصاد، ففي عام 2021، تجاوزت قيمتها السوقية 28.24 تريليون دولار، حيث كانت تضم أكثر من 2300 شركة من مختلف القطاعات ومنها شركات بارزة مثل بنك أوف أمريكا، وديزني، وإكسون موبيل.
ومن الجدير معرفته، أنه على الرغم من سباقة بورصة ناسداك بالظهور، إلا أن قيمة بورصة نيويورك السوقية للشركات المدرجة بها تتجاوز خمسة أضعاف قيمة الشركات المدرجة في أسواق ناسداك.
كيفية عملها:
بورصة نيويورك هي بورصة تقليدية تستند إلى نظام المزاد العلني. إليك كيفية عملها:
- التداول بالمزاد:
يومياً، يبدأ التداول في بورصة نيويورك بجلسة مزاد علني في تمام الساعة 9:30 صباحاً بتوقيت نيويورك. خلال هذه الجلسة، يعلن الوسطاء عن أوامر البيع والشراء للأسهم، ويتم تنفيذ الصفقات بناءً على أفضل الأسعار المعروضة.
- مراقبة السوق:
طوال فترة التداول، يتم مراقبة أسعار الأسهم باستمرار من قبل وسطاء البورصة والمستثمرين الذين يمكنهم إجراء صفقات في أي وقت أثناء فترة التداول.
- إعلان الإغلاق:
تنتهي جلسة التداول اليومية بإعلان الإغلاق في تمام الساعة 4:00 مساءً بتوقيت نيويورك. يُعلَن سعر إغلاق كل سهم في نهاية الجلسة.
- لتدرج في بورصة نيويورك، يجب أن يكون رأس مال الشركة أكثر من 100 مليون دولار.
- بورصة ناسداك

بورصة ناسداك “NASDAQ”، أو “الرابطة الوطنية للأسعار الآلية لتجار الأوراق المالية”، هي ثاني أكبر وأهم بورصة في العالم من حيث القيمة السوقية، وتقع أيضاً في نيويورك، تحديداً في ميدان التايمز. تأسست في عام 1971 من قبل الرابطة الوطنية لتجار الأوراق المالية (NASD)، وتمثلت البورصة الأولى من نوعها في ذلك الوقت.
تمتاز البورصة بنظامها الحديث والمحوسب حيث اختارت استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف لإنهاء “الصراخ المفتوح” والتجارة التقليدية، وبذلك أصبحت أول بورصة عالمية إلكترونية. بالإضافة إلى شهرتها في تقديم رسوم إدراج أقل من بورصة نيويورك.
مع الزمن، اندمجت مع بورصة بوسطن وفيلادلفيا وتطورت لتصبح أكبر منصة تداول للأوراق المالية في الولايات المتحدة بقيمة سوقية تقدر بحوالي 24.07 تريليون دولار في عام 2021. تدرج البورصة حالياً أكثر من 3800 شركة متخصصة في التكنولوجيا في الأسواق الأمريكية، بما في ذلك شركة أبل وجوجل وفيسبوك.
كيفية عملها:
بورصة ناسداك هي بورصة إلكترونية تعتمد على نظام التداول الآلي. إليك كيفية عملها:
- التداول الإلكتروني:
بدلاً من إجراء مزادات علنية كما في بورصة نيويورك، تقوم بورصة ناسداك بتنفيذ الصفقات بناءً على أوامر البيع والشراء المُدخلة في نظامها الإلكتروني.
- الأوامر المعروضة:
تعرض بورصة ناسداك أسعار الأسهم وأوامر البيع والشراء المُدخلة على الشاشات، بحيث يمكن للمستثمرين رؤية أفضل الأسعار المعروضة واتخاذ قراراتهم بناءً على ذلك.
- الوقت الحقيقي:
تُحدث أسعار الأسهم في بورصة ناسداك بشكل حيني، مما يسمح للمستثمرين بإجراء الصفقات في أي وقت خلال فترة التداول.
- بورصات أخرى

- بورصة شيكاغو:
تختص بتداول العقود الآجلة والخيارات، وهي واحدة من أكبر وأقدم بورصات العقود الآجلة في العالم. تأسست في عام 1848 في مدينة شيكاغو، وتوفر منصة للتداول في مجموعة متنوعة من المنتجات المالية والسلع.
- بورصة بوسطن:
تقع في مدينة بوسطن وتُعرف رسمياً باسم “بورصة بوسطن للأوراق المالية”. تأسست في عام 1834، وتمتاز بتاريخ طويل وتاريخي في تداول الأوراق المالية والأدوات المالية المختلفة.
- بورصة فيلادلفيا:
تعرف أيضًا باسم “PHLX”، وهي بورصة متخصصة في تداول الخيارات. تأسست في عام 1790 في فيلادلفيا، وتُعد واحدة من أقدم البورصات الأمريكية الأوراق المالية في الولايات المتحدة.
- بورصة ميامي للأوراق المالية:
تأسست في عام 1972 وتقع في مدينة ميامي بولاية فلوريدا. تختص في تداول العقود الآجلة والخيارات على مؤشرات متنوعة.
- بورصة سياتل:
تعرف أيضاً باسم “بورصة سياتل للأوراق المالية”، وتأسست في عام 1903 في مدينة سياتل بولاية واشنطن. تختص في تداول الأسهم والعقود الآجلة والخيارات.
في الختام، تمثل البورصات الأمريكية بوابةً ممتازة للاستثمار في واحدة من أكبر وأكثر الاقتصادات تنوعاً في العالم، فإذا كنت مستعداً للمغامرة في عالم الاستثمار، اعتمد البورصات الأمريكية لتكون وجهتك المثالية لتحقيق أهدافك المالية.
لتوسيع معرفتكم حول الاستثمار والأمور المالية، ابقوا على اطلاع على مدونة Follow My Trade باستمرار.